بيان مصارحة ومصالحة
قرار مشترك.. لن نفترق


بسم الله الرحمن الرحيم
من منطلق التاريخ والعروبة والدين والإنسانية ومبادئ الأخلاق،
إننا، نحن الموقعين أدناه على هذا البيان، نوافق على روحه وفحواه، في وقت أحوج ما نكون فيه لصوت العقل والضمير والترفع عن الصغائر والسفاسف من الأمور. إن لم يكن باسم العروبة والإسلام والوشائج العابرة للجغرافيا والتاريخ، فعلى الأقل باسم المصالح المشتركة والفهم المتبادل الذين نحاول أن نصنعه مع الآخر الغربي، فما بالنا "بالآخر العربي"!
وفي زمن عجزت فيه النخبة عن قيادة الرأي العام، بل سقط بعضهم في الامتحان، وظهر أن كل أغاني العروبة والوحدة التي قدموها كانت من رحم النفاق، اللهم إلا قليلاً، ثم تركت الساحة للبعض من غير المهنيين وأصحاب الرأي الفاسد لتضليل الناس وشغلهم عن عظائم الأمور. لذلك فالأولى بنا أن نأخذ زمام المبادرة، ونوقع على هذا البيان المبدئي ترفعاً منا عن كل تلك المناوشات غير الأخلاقية.
أولاً: إننا، مصريين وجزائريين، نقدم اعترافاً متبادلاً بأن أطرافاً - قلت أو كثرت - من شعبي البلدين قد قامت بالتعدي على إخوانهم، وقد تكرر ذلك إزاء مصريين مقيمين في الجزائر مؤخراً، وضد المنتخب الجزائري وجماهيره في مصر، وأخيراً ضد جماهير مصر في السودان. يأتي ذلك الاعتراف في سياق أن تعميم الوردية ووصف الذات بالمحاسن وقذف الآخرين بالنقائص يُعقد الأمور ولا يحلها.
ثانياً: إننا نؤمن إيماناً عميقاً، ولدينا قناعة راسخة بأن كل تلك التجاوزات إنما قامت بها فئات متعصبة لا تمثل أبداً جمهور البلدين وشعبيهما، ونحن ننأى بأنفسنا عنها. ولأننا لا نستطيع أن نحكم على حقيقتها وحجمها بسبب عدم وجود تحقيق قضائي رسمي في أي من الدول الثلاث، وبسبب الضجيج الإعلامي الفوضوي، فإننا ننأى بأنفسنا عن تبادل الاتهامات بين الفعل ورد الفعل، ونبرأ إلى الله مما فعل هؤلاء وأولئك.
ثالثاً: إننا لا يهمنا حجم التجاوزات بقدر ما يهمنا أنها وقعت بالفعل، وأي تجاوز مهما كان صغيراً بحق أي من شعبي البلدين إنما هي خيانة لله وللأوطان، بل لأخلاق الرياضة ورسالتها، ولذلك فنحن نعتذر كمصريين لبلد المليون ونصف المليون شهيد، ونعتذر كجزائريين لأم الدنيا وشقيقة العرب الأولى مصر.
رابعاً: إننا لا نريد إضاعة الحقوق الشخصية لمن مسهم الضر أو السوء المادي، بالتستر وراء الاعتذار المتبادل، لكننا في ذات الوقت لا نريد أن يمس ذلك العلاقات بين الشعبين، ونرى أن كل من لحق به أذىً شخصي مادي من حقه أن يلجأ للقضاء في البلد الذي وقع فيه الاعتداء، حتى تأخذ العدالة مجراها، ونحن نثق بنزاهة القضاء واستقلاليته في كل من مصر والجزائر والسودان. مع التأكيد على فردية الأحداث والتشديد على سلوك الطرق القانونية، والتذكير بنفي الأطراف الرسمية في كل بلد وقوع أي قتلى من الجانبين.
خامساً: لما كانت الأنظمة السياسية على غير المستوى المأمول منها في التعامل مع الحدث، وعلى عكس ما يجب عليهم، فنحن لا نعوّل على الأنظمة القائمة في التهدئة، ولأن فتح تحقيقات رسمية في التجاوزات في كلا البلدين هو منوط بالمسؤولين السياسيين في المقام الأول، لذا فنحن لا نتوقع، ولا ينبغي أن ننتظر حدوث ذلك كي يعذر بعضنا بعضاً. إننا إذا عولنا عليهم ضاعت حقوقنا وضاعت أخوتنا كما ضيعت تلك الأنظمة كرامتنا وتقدمنا وسط الأمم عشرات السنين من قبل. لذلك نقول ثانية: لا ينبغي لنا أن ننتظر حدوث تحقيقات رسمية – وإن كنا نطالب بها – لكن لا ننتظرها حتى نبدأ مبادرات مصالحة حقيقية شعبية بين شعبي البلدين الحبيبين.
سادساً: إننا ندين بكل معاني الكلمة الإعلام الخاص غير المسؤول في البلدين، خاصة الفضائيات المصرية الخاصة، والصحف الجزائرية الخاصة، التي ضحت بكل مبادئ المهنة وشرف الكلمة من أجل الكسب المادي والتربح على حساب الحقيقة أولاً، ثم على حساب العلاقات بين البلدين. ونحن نعرف ونوقن بحجم المبالغات وكم المغالطات التي سيقت في تلك الوسائل الإعلامية المعروفة للجميع، ولذلك نطالب بعدم تصديق ما يصدر عنها من مبالغات بخصوص هذه القضية ثانية. ونطالبهم بالرجوع إلى العقل والحكمة ومبادئ المهنة.
سابعاً: كانت مصر، وستظل، هي والجزائر بلدين كبيرين في دوائرهما العربية والإسلامية، وقد تشاركا معاً منذ التحرر في البناء والإنتاج، لذلك فإن الشراكة الاقتصادية والإنتاجية بين البلدين لا بد أن تستمر وتتطور، وأن يتم إعادة بناء ما هُدم والحفاظ على المصالح الوطنية والقومية العليا للبلدين، وكل رجال الأعمال المصريين والجزائريين مدعوون للمساهمة فوراً في ذلك.
ثامناً: إن هذه المبادرة شعبية في المقام الأول، لا تنتظر دعماً رسمياً من أحد، ولا نعول حتى على المثقفين والنخبة في البلدين، الذين دخل قطاع منهم على خط التهييج المتبادل وانساقوا وراء ما يذاع من أكاذيب ومبالغات. ويتعهد كل من يتفق مع هذا البيان – بكل ما أوتي من قوة – أن يتوقف عن كونه حلقة في المسلسل الشيطاني، ويكظم غيظه، ويشدد من أزر إخوانه في البلدين للعودة إلى العقل والمودة. مهما نال شخصه من تجريح أو اتهامات بعدم الوطنية، فليس كل من يزرع الورد يقابله الناس بالابتسامات. وإنما النصر صبر ساعة.
وأخيراً وليس آخراً، إننا ندعو كل عاقل مصري وجزائري، وبقية الأشقاء العرب لمن يريد أن يعاوننا على ما نريد من حق أن يتعالى على ما أحس به من جراح أو إساءة جراء ما فعله بعض السفهاء من جمهور البلدين، وأن يوقع على هذه المبادرة، التي هي الخطوة الأولى في خطوات أخرى لاحقة إن شاء الله سنعلنها تباعاً، نحو النهضة للبلدين والشعبين الحبيبين. 


الصورة الزنكوغرافية التالية هي واحد من أكبر الأدلة على أن ما يجمع المصريين بالجزائريين أكثر مما يفرقهما بكثير، ولعل أبسط ما يضمهما هو كفاحهما المشترك ضد الظلم والقهر الداخلي.







(فاروق حسني وزير الثقافة المصري ومحمد بجاوي الرئيس الأسبق لمحكمة العدل الدولية ومرشح الجزائر لمنصب مدير عام اليونسكو قبل أن ينسحب بأمر الرئيس بوتفليقة - الصورة نقلاً عن موقع الجزيرة عن وكالات أنباء)

طالما أن التعصب أعمانا وكاد أن يفقدنا ذاكرتنا، فلا بد من التذكرة. ولا أقول التذكرة بالماضي البعيد وحرب التحرير أو كفاح العاشر من رمضان، وإنما معركة اليونسكو التي لم تبرد نارها بعد.

وكي لا أطيل، أقتبس نص خبر جريدة الشرق الأوسط المنشور بتاريخ 1 يوليو 2009 - أي منذ أقل من 5 شهور فقط - ولكم أن تحكموا


سباق اليونسكو: انسحاب المرشح
الجزائري يعزز حظوظ المصري
بجاوي: انسحبت ولكم أن تفسروا الأسباب كما تشاؤون
الجزائر: بوعلام غمراسة

أعلن وزير الخارجية الجزائري السابق محمد بجاوي انسحابه من سباق الترشح لمنصب مدير عام «اليونسكو»، معززا بذلك حظوظ وزير الثقافة المصري فاروق حسني في استخلاف الياباني كويشيرو ماتسورا. وأوضح محمد بجاوي المقيم بباريس في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أنه انسحب من سباق الترشح لقيادة «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» لأسباب تحفظ عن ذكرها. ولدى سؤاله عما إذا كان تعرض لضغوط أجبرته على «رمي المنشفة» بعدما كان أظهر إصرارا على الترشح باسم كمبوديا، ضحك بجاوي طويلا ثم قال: «لقد انسحبت ولكم أن تفسروا أسباب ذلك كما تشاؤون.. لقد انسحبت وانتهى الأمر». وحول ما إذا كان تخليه عن المنافسة، يقوي حظوط مرشح المجموعة العربية وزير الثقافة المصري فاروق حسني، قال بجاوي: «ما يهم في القصة أنني انسحبت، وماعدا ذلك». وتوقف عند هذه الجملة وأقفل هاتفه الجوال.
وأفاد مصدر رسمي مطلع على القضية لـ«الشرق الأوسط»، أن بجاوي تنقل من باريس إلى الجزائر الأسبوع الماضي، بناء على طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: «لقد تحدث إليه الرئيس بنبرة عتاب، وقال له بالحرف الواحد: ما كان ينبغي عليك يا سي محمد أن تقف ضد قرار اتخذته بلادك وأنت كنت وزير دولة ووزيرا للخارجية، ومارست مهاما عليا في البلاد التي تحترمك وتقدر ما قدمته لها من إنجازات»، في إشارة إلى دعم الجزائر ترشيح فاروق حسني.
ونقل ذات المصدر عن بجاوي قوله لبوتفليقة، أنه شخص تقلد مسؤوليات هامة في منظمة اليونسكو وله رصيد كبير في العمل الدبلوماسي الدولي «وبالتالي فأنا أكثر أهلية من السيد حسني الذي تدعمه بلادي، لإدارة شؤون اليونسكو». وقرر بجاوي في النهاية النزول عند رغبة بوتفليقة، وقال له: «لقد خدمت بلادي مدة تزيد عن الـ50 سنة، وكنت أحسن سفير لها في كل الهيئات الدولية التي كنت عضوا فيها، وبما أنها إرادة بلادي فأنا منسحب من المنافسة». وتابع المصدر أن بجاوي أبلغ ملك كمبوديا رسميا أنه لن يترشح باسمها في الانتخابات المرتقبة قبل نهاية العام الحالي. وأفاد مصدر مقرب من بجاوي أن طلب الرئيس بوتفليقة، يعكس ضغطا غير مباشر من طرف الحكومة المصرية التي أبلغت الجزائر أنها تريد أن يكون حسني المرشح العربي الوحيد
...............انتهى الاقتباس..............

ووقتها كان التقدير متبادلاً ورسائل الشكر من مصر للجزائر تملأ الأوساط الدبلوماسية.

ليس معنى هذا أن نتغاضى عن أحداث الشغب، لكن يجب ألا ننسى أن الأزمة قد تم النفخ فيها بفعل فاعل، وهو طرف ثالث خبيث. وكيلا يتهمني أحد بالإغراق في نظرية المؤامرة، أحيلكم إلى خبر العربية.نت الذي نقله موقع جريدة البشاير بتاريخ 18 نوفمبر، أي صبيحة مباراة السودان.

ومن المهم أن ألفت الانتباه أن الخبر لم يعد له وجود في أرشيف موقع العربية.نت المقرب من الصهاينة

والآن إلى نص الخبر:


دبي – العربية.نت : رحّلت السلطات المصرية مراسلا صحفيا إسرائيلي الجنسية جاء للقاهرة لتغطية مباراة مصر والجزائر، وتبنى موقفاً مناصراً للجزائر بعد أن لف نفسه بالعلم الجزائريحتى يسهل له تشجيع الجزائريين على الدخول فى مواجهات مع المشجعين المصريين لعرضها فى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية.


(الصحفي الصهيوني متدثراً بعلم الجزائر - نقلاً عن موقع جريدة البشاير)


وأبرزت وسائل الإعلام المصرية قرار الترحيل مستدلة به على أن طرفا ثالثا (مشيرة إلى إسرائيل)، يقوم بإشعال الفتنة بين مصر والجزائر مستغلة الأحداث الكروية الأخيرة، وأنها تروج لذلك بواسطة مواقع الانترنت عبر خاصية التعليقات والاختفاء وراء أسماء مصرية وجزائرية.



وفي اتصال بثته قناة "نايل سبورت" الحكومية المصرية فجر اليوم الأربعاء 18-11-2009 في برنامج "دائرة الضوء" الذي يقدمه الصحافي الرياضي ابراهيم حجازي، تحدث رئيس الشؤون الإسرائيلية في صحيفة "المصري اليوم" المستقلة محمد عبود، مشيرا إلى أن المراسل ينتمي إلى فلسطين 48 ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وربما يكون وراء إرسال صور مفبركة إلى بعض الصحف والمواقع الجزائرية توحي بوجود قتلى بين مناصري المنتخب الأخضر في مباراة السبت الماضي، وهي الصور التي تسببت في وقوع أحداث انتقامية ضد بعض مقار الشركات المصرية العاملة في الجزائر وبعض أفراد جاليتها، وإلى عودة بعض المصريين إلى القاهرة خوفا من أعمال أكثر عنفا ضدهم.



وقال إبراهيم حجازي أن هذا يكشف بما تدبره اسرائيل ضد الشعبين الشقيقين "ونحن غافلون عن ذلك أو منومون في الانشغال بنتيجة مباراة لا تعني الشئ الكثير وسيتوقف الحديث عنها بعد يوم أو يومين فيما تبقى الأحقاد والفتنة التي يتم زرعها فينا".




وعكست وسائل الاعلام المصرية الاهتمام الاسرائيلي المحموم بتغطية أجواء المباراة المصيرية بين منتخبى مصر والجزائر فى إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا.



وأشارت إلى إن الصحف الإسرائيلية الكبرى شنت الثلاثاء 17-11-2009 هجوماً عنيفاً ضد السلطات المصرية التى أوقفت المراسل «حسين العبرة» الذى يعمل لصالح عدد من الصحف الإسرائيلية الناطقة بالعبرية، ولصالح صحيفة «بانوراما» الناطقة بالعربية أيضاً.



وقال حسين العبرة فى تصريحات خاصة لـ"يديعوت أحرونوت": "شعرت بنفس مشاعر عزام عزام لحظة وصولى لإسرائيل عبر منفذ طابا، ونجاتى من الاعتقال والتحقيقات التى استمرت يوماً كاملاً فى مصر".


وحكى الصحفى الإسرائيلى أنه وصل إلى مصر، الخميس الماضى، لتغطية أجواء المباراة المصيرية بين منتخبى مصر والجزائر فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكان يعد رسائل إخبارية من القاهرة لصالح الإذاعة الإسرائيلية.



تقارير الصحفى الإسرائيلى، حسين العبرة، على موقع «بانيت» جاءت تحريضية ضد مصر، ونشر صوراً حميمية تجمعه بالجماهير الجزائرية، وصوراً أخرى توثق تحركاته فى القاهرة، ملفوفاً بالعلم الجزائرى.




ويقول العبرة لـ"يديعوت أحرونوت": إن السلطات المصرية أوقفته عندما حاول تصوير بعض المشاحنات التى وقعت بين جماهير الفريقين أمام مدخل الفندق الذى يقيم فيه، واصطحبته أجهزة الأمن المصرية لتحقيقات مطولة استمرت من مساء السبت عقب انتهاء المباراة، وحتى عصر الأحد.

موقع مصراوي بتاريخ 17 نوفمبر

علاء الاسواني يكتب: حكاية نورا والمنتخب الوطنى




أردت أن أكتب هذا الأسبوع عن سيدة مصرية اسمها نورا هاشم محمد، لكن النصر العظيم الذى حققه منتخبنا الوطنى على منتخب الجزائر فى كرة القدم، لا يمكن تجاهله.
من هنا قررت أن أكتب عن الموضوعين معا:
لا يوجد ما يميز نورا هاشم محمد لأنها مثل ملايين المصريات: سمراء ومتوسطة الجمال وفقيرة.. وقد تزوجت من عامل بسيط اسمه هانى زكريا مصطفى وأنجبت منه ولدين وخاضت معه كفاحا يوميا ضاريا من أجل لقمة العيش وتربية الولدين.. وذات يوم أحست نورا فجأة بإعياء شديد..
كانت مباراة منتخبنا الوطنى مع منتخب الجزائر، معركة مصيرية ظهر خلالها معدن المصريين الأصيل فتناسوا خلافتهم ووقفوا جميعا صفا واحدا خلف منتخبهم الوطنى. ولما كان الإعلام الجزائرى قد تورط فى السخرية من منتخبنا القومى بطريقة بذيئة فقد قام الإعلاميون المصريون بالرد على ذلك بوابل من الإهانات الموجعة للجزائريين..
وعندما صرحت المطربة الجزائرية وردة بأنها ستشجع فريق الجزائر أحس مصريون كثيرون بالغضب وتساءلوا : كيف تجرؤ وردة على تشجيع الفريق الجزائرى وهى التى تعيش فى مصر وتنهل من خيرها منذ عقود..؟ وطالب بعض المدونين على الإنترنت بمنع دخول وردة إلى مصر عقابا لها على تقاعسها عن تشجيع منتخبنا الوطنى.
فى البداية أرجعت السيدة نورا إحساسها بالإعياء إلى قلة النوم وكثرة عملها فى البيت، وقد أخفت الأمر عن زوجها هانى حتى لا تزيد من متاعبه. لكن تعبها زاد حتى رقدت فى الفراش.. عندئذٍ أصر هانى على اصطحابها إلى عيادة خاصة ودفع الكشف للطبيب الذى فحصها ونصح بنقلها فورا إلى المستشفى.
حرص سيادة الرئيس مبارك على حضور تدريب المنتخب الوطنى وقضى وقتا مع اللاعبين ليشد أزرهم قبل المباراة..
والحق أن رعاية الرئيس مبارك للرياضيين معروفة، ولعلنا نذكر عندما مات ألف وأربعمائة مصرى غرقا فى حادثة العبارة الشهيرة.. فإن حزن الرئيس مبارك آنذاك على الضحايا لم يمنعه من حضور تدريب المنتخب الذى كان يستعد لمعركة مصيرية أخرى فى نهائى كأس أفريقيا..
عندما وصل هانى زكريا وزوجته نورا إلى مستشفى صدر إمبابة، كانت الساعة الثانية صباحا.. كشف الطبيب على نورا بسرعة وقال إن حالتها عادية ولا تحتاج إلى مستشفى ثم انصرف، حاول هانى أن يلحق به ليتناقش معه لكنه لم يسمح له بمقابلته..
رجع هانى إلى موظف الاستقبال ورجاه أن يساعده حتى يتمكن من علاج زوجته.. عندئذٍ قال له موظف الاستقبال بوضوح:
إذا أردت أن تعالج زوجتك. ادفع الآن مبلغ 2000 جنيه..
أثناء مباراتنا مع الجزائر، وبالرغم من الخشونة المتعمدة من الجزائريين فقد مارس لاعبونا أقصى درجات ضبط النفس. كما ظهر تدين المصريين العميق واضحا أثناء المباراة وقبلها.. فارتفعت دعوات ملايين المصريين إلى الله لكى يسجل الفريق المصرى هدفين على الأقل..
وظهر المطرب ايهاب توفيق فى التليفزيون وطلب من المشاهدين جميعا الدعاء للمنتخب، مؤكدا أن فى مصر رجالا صالحين كثيرين وهؤلاء قطعا دعاؤهم مستجاب..
أصيب هانى بالذهول عندما استمع إلى المبلغ المطلوب منه، وسأل موظف الاستقبال بصوت خافت إن كان مستشفى صدر إمبابة مازال يتبع الحكومة المصرية؟
أخبره الموظف، بفتور، أنه مازال يتبع الحكومة لكنه يجب أن يدفع ألفى جنيه.. قال هانى إنه فقير ولا يملك هذا المبلغ.. لم يرد الموظف عليه وانصرف إلى قراءة أوراق أمامه.. بدأ هانى فى التوسل للموظف حتى يسمح بعلاج زوجته.
صباح يوم المباراة، صرح الناقد الرياضى المعروف ياسر أيوب فى التليفزيون، بأنه فى حالة فوز المنتخب على الجزائر والتأهل للمونديال..
فإن كل لاعب فى المنتخب سوف يحصل على مكافأة مالية قدرها 6 ملايين جنيه مصرى من الدولة واتحاد الكرة.. ولما بدا على وجه المذيعة بعض الاستغراب من ضخامة المبلغ.. قال ناقد رياضى آخر:
اللاعبون فى المنتخب يستحقون أكثر من ذلك، لأنهم يبذلون مجهودا خرافيا من أجل إدخال الفرحة على قلوب المصريين.
لما يئس هانى من إقناع موظف الاستقبال فى مستشفى صدر إمبابة، أخذ زوجته التى بدأت تترنح من الإعياء والحمى وذهب بها إلى مستشفى صدر العمرانية، حيث كشف عليها الطبيب هناك وقال إنه يشتبه فى أنها مريضة بإنفلونزا الخنازير، وأخبره بأنه لا يستطيع علاجها فى المستشفى لأنها غير مجهزة لمثل حالتها. ونصحه باصطحاب زوجته إلى مستشفى أم المصريين حيث توجد التجهيزات الطبية اللازمة..
لا يقتصر حب الرياضة على الرئيس مبارك لكنه يمتد أيضا إلى ولديه جمال وعلاء، وقد حرص الاثنان على الذهاب إلى الاستاد لتشجيع المنتخب وذهب معهما معظم الوزراء وكبار المسئولين بمن فيهم وزير الصحة الذى جلس بجوار السيد جمال مبارك مباشرة.. وقد رأينا فرحة كل هؤلاء الغامرة عندما أحرز عمرو زكى الهدف الأول فى مرمى الجزائر.
شكر هانى الطبيب وأخذ زوجته نورا وهرع إلى مستشفى أم المصريين، حيث توسل إلى المسئولين هناك حتى ينقذوا زوجته التى بدأت تبصق دما، لكن الطبيب فى أم المصريين طمأنه تماما وقال إن حالة زوجته عادية ولا تحتاج إلى الحجز فى المستشفى.. ونصحه بالعودة بها إلى مستشفى صدر العمرانية لأنها الجهة المتخصصة فى حالتها..
بعد الهدف الأول، وبالرغم من الجهد الكبير والروح القتالية، لم يستطع لاعبونا أن يسجلوا فى مرمى الجزائر لمدة 90 دقيقة كاملة.. وقد بان الغضب على وجوه كبار المسئولين الجالسين فى المقصورة.. حتى إن السيد علاء مبارك لم يتمالك نفسه وأشاح بيده اعتراضا على إضاعة منتخبنا عدة فرص لأهداف مؤكدة.
عاد هانى من جديد، وهو يكاد يحمل زوجته نورا، إلى مستشفى صدر العمرانية، ولأول مرة يرتفع صوته غاضبا فى وجه الطبيب:
ـ لماذا أرسلتنى إلى مستشفى أم المصريين إذا كان علاج زوجتى هنا..؟
أكد له الطبيب أن تشخيصه صحيح وأنهم فى مستشفى أم المصريين يتهربون من علاج المرضى.. وطلب منه شهادة رسمية من مستشفى أم المصريين بأن حالة نورا عادية وليست خطيرة.. عندئذٍ اعتذر هانى للطبيب عن حدته فى الكلام وأخذ زوجته من جديد إلى أم المصريين وطالبهم بإعطائه شهادة بحالة زوجته الصحية..
والحق أنهم هذه المرة عاملوه بلطف، وأكدوا له انهم سيعملون التحاليل اللازمة لزوجته نورا لكن عليه أن يعود بها فى الثامنة صباحا، لأن مسئولة التحاليل غير موجودة (تبين بعد ذلك أنها كانت موجودة لكنها أرهقت من العمل فطلبت من زملائها صرف المريضة نورا بأى طريقة)..

كادت المباراة تنتهى وفى الوقت بدل الضائع، تمكن عماد متعب من إحراز الهدف الثانى فى مرمى الجزائر، ورقصت مصر كلها طربا.. بل إن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، نسى وقار منصبه والكاميرات المسلطة عليه، وقفز من مكانه واحتضن جمال مبارك ليهنئه بالنصر العظيم.
عاد هانى بزوجته نورا إلى مستشفى صدر العمرانية ليودعها حتى الصباح ثم يأخذها بعد ذلك لعمل التحاليل فى أم المصريين، وكانت حالة نورا قد ساءت لدرجة أنهم وضعوها على جهاز التنفس الصناعى ولم تلبث أن لفظت أنفاسها الأخيرة قبل أن تتمكن من إجراء التحاليل اللازمة لتشخيص حالتها.. ماتت نورا هاشم محمد وهى لم تتجاوز الخامسة والعشرين، وتركت زوجها هانى وولدين صغيرين..
ولعلنا البلد الوحيد الذى يموت فيه الناس بهذه الطريقة.. على أن مأساة نورا هاشم محمد لا يجوز أن تعكر صفو فرحتنا بالنصر على الجزائر.. لقد استجاب الله لدعائنا وجعلنا نحرز هدفين نظيفين..وهكذا أذقنا الجزائريين من كأس الهزيمة وسوف نسحقهم بإذن الله فى مباراتنا المقبلة..
مبروك لمصر الوصول إلى المونديال ورحم الله السيدة نورا هاشم محمد.


5 ثمــرات .. 5 أشــواك .. 4 أسئلـــة


دون مقدمات أدبية، ولا صياغة صحفية، ألخص مباراة مصر والجزائر الأخيرة (السبت 14 نوفمبر) في الثمرات والأشواك التالية..

أولاً: الثمرات

1- السؤال: هل فقد الشعب المصري طيبته؟
الجواب: يااا راااجل .. ده شعب الكورة تفرحه .. والفرحة تبكيه.
ولا تعليق.

2- رغم الحشود الغفيرة وكل المثيرات، لم نرَ أو نسمع عن حالة تحرش جنسي واحدة.
(هل سقطت بذلك الصورة الإعلامية الزائفة عن التحرش الجماعي كظاهرة في الشارع المصري؟)

3- لأول مرة في حياتي، أرى ضابطاً برتبة عقيد ينظم المرور بالإسكندرية مبتسماً في وجه سائقي المواصلات العامة في ذروة الزحام.

4- الآن نسلم بالحقيقة: إذا الشعب يوماً أراد التجمهر، فلن يجرؤ أن يعترضه أحد!!

5- ظهرت معادن الشخصيات العامة على حقيقتها وامتاز المسؤول عن المخبول ..

وفي هذا المقام ينبغي أن أشيد بمغني الراب المصري أحمد مكي، ذي الأب الجزائري والأم المصرية، وأغنيته فوقوا وأقتبس منها جملته الختامية المحترمة

"رسالة إلى كل فنان أو إعلامي سواء في مصر أو الجزائر ساهم في زيادة المشكلة بين الشعبين عشان يزود شعبيته .. أنا لا أحترمك"

(الفنان أحمد مكي - تحية احترام وتقدير)

أما الأشواك، فهي ..

1- نجح الإعلام الأرعن في تلطيخ تاريخ الأخوة بين الشعبين.


2- استفاد النظام الآثم المستبد بالتنفيث عن كبت الشعب وشغله بأمور ثانوية.


3- كانت المباراة وتداعياتها فرصة ذهبية لليبراليين السذج أنصار التملص من هويتنا العربية.


4- تشهد الآن مصر تربية جيل لا يعرف من الوطنية وحمل الأعلام إلا ما اقترن بمشاهدة - لا ممارسة - نوع واحد من الرياضة.


5- تم تدمير أكثر من 50 سيارة يملكها مصريون بأقدام المشجعين المصريين الذين احتشدوا أمام شاشات العرض العملاقة في "جراج" استاد القاهرة.


أخيراً .. أختم بأسئلة تحيرني عن مباراة الجزائر ..

س1: رفعنا أعلام مصر في كرة القدم، فمتى نرفعها في التعليم والبحث العلمي والتصنيع والاقتصاد؟!

س2: فرح أطفال مصر وذاقوا بهجة السعادة لفوز منتخبهم، فمتى يفرح أطفال غزة ويذوقون الطعام والدواء بفتح معبرهم؟!!

س3: حشد الإعلام المخبول قطعانه حتى وصل الزخم الدبلوماسي إلى منتهاه، فمتى يشحذ الإعلام المسؤول جماهيره حتى تكافح الدبلومسية ضد الاحتلال والدعارة السياسية والعسكرية؟!!

س4: لا أدري من المسؤول عن تكسير سيارات "جراج" الاستاد، جماهير المشجعين الهائجة كالثيران؟
أم الشركة الخاصة التي نصبت الشاشات الضخمة؟
أم السفه الرأسمالي الذي دفع المسؤولين إلى الموافقة على وضع الشاشات في الجراج؟
أم أصحاب السيارات أنفسهم الذين كان يفترض بهم أن يتوقعوا أكثر من ذلك؟
خطير جدا؟؟؟؟
مقال عماد سيد في موقع مصراوي
بتاريخ 16 نوفمبر 2009

بعد مباراة مصر والجزائر .. وقفة لازمة مع النفس


كتب عماد سيد - تابعت كمواطن من ملايين المصريين مباراة مصر والجزائر والتي انتهت بفوز مصر بهدفين نظيفين، كما تابعت بحكم العمل اللغط الذي صاحب هذه المباراة وشاهدت وعايشت كماًَ من الإثارة وتأجيج المشاعر من الجانبين والذي وصل إلى درجة لا يصدقها عقل.
والمتابع لوسائل الإعلام التي تسببت في كلا الجانبين يلاحظ أن أغلبها ينتمي إلى صحافة التابلويد للاسف من مانشيتات ساخنة لا تمت للواقع بصلة ومن صور مزيفة تجمع بين نجوم المنتخبين بطريقة مستفزة ومثيرة للأعصاب، إضافة الى عشرات مواقع الانترنت وخاصة المنتديات
ما أفزعني حقاً هو غياب صوت العقل -فحتى من يدعى ذلك يلقي بكلمة هنا او هناك تزيد من تأجج الموقف - واهتمام الشعبين المصري والجزائري وترقبهم بشغف شديد لكل ما يتصل بالمباراة ومتابعتهم للحرب الإعلامية حامية الوطيس الدائرة رحاها عبر الأثير أو عبر الصحف، وسيادة وطغيان الحديث عن موقف كل فريق وتحليل عناصر القوة والضعف فيه على كافة الأحاديث الأخرى .. حتى نسينا أننا شيعنا عشرات المصريين إلى مثواهم الأخير قبل بسبب واحد من حوادث القطارات البشعة التي لا زلنا نتعرض لها إلى الآن .. صار جل اهتمامنا وحلم حياتنا وأملنا في الدنيا -ونحن مقبلون على عشر ذي الحجة- نتيجة مباراة كرة قدم ونسينا أن الله تعالى يحب معالى الأمور ويكره سفسافها!
والحقيقة أن ما يحدث في كلا البلدين يعبر عما وصلنا إليه في العالم العربي من تهافت وتضاؤل في الطموحات ومحدودية في النظرة إلى المستقبل حتى صارت أقصى أمانينا في مصر والجزائر أن نصعد الى كأس العالم لا أن تتحول مصر إلى قوة نووية -حلم يحق لنا ان نحلمه- او أن يولد في الجزائر واحد كفيلسوف الإسلام مالك بن نبي، بل أصبح المصريون والجزائريون يعاير كل منهم الآخر بما قدمه بلده لبلد الأخر، علما بأن أغلب المتحدثين والمعايرين لا يعلمون عن تاريخ بلادهم شياً وربما لم يفتحوا كتاباً غير كتب الحفظ المعروفة باسم كتب المنهج الدراسي، فضلاً عن أن يعلموا شيئاً عن تاريخ البلاد المجاورة!! .. وهي آفة في العالم العربي .. فالكل لا بد وأن يتكلم حتى وإن كان أجهل من دابة والكل لا بد أن يدلي بدلوه والكل لا بد وأن يشارك في المهزلة وإلا اعتبر غير وطني ولا يهتم بأمر بلاده ومنتخبها الذي لا يقل في الأهمية عن جيش بلاده !! نعم وصلنا إلى هذا المستوى وهذا الحضيض .. للأسف
حين تابعت القنوات الفضائية مصرية كانت أو جزائرية بعد المباراة وجدت الجميع يهرولون في الشوارع حاملين أعلام بلادهم وقد انتفخت العروق وأحمرت الأعين وتحشرجت الأصوات .. فتساءلت: هل لو كانت شعوب العالم العربي قد فعلت ذلك وقت أن أعلنت أمريكا اعتزامها غزو العراق .. دار السلام وحاضرة خلافة المسلمين قديماً وعاصمة الثقافة والعلوم في العالم وقت هارون الرشيد.. هل لو كان العرب قد خرجوا بهذا الشكل المكثف تجمعهم مشاعر واحدة وأفكار واحدة ومخاوف واحدة، هل كانت أمريكا لتجرؤ على أن تفعل ما فعلته؟ أم أنها كانت ستضحي بأمن وسلامة مواطنيها في هذه البلاد وعلاقاتها السياسية والاقتصادية معها في سبيل تنفيذ هذا المخطط الشرير؟
واذا ما انتقلنا إلى المستوى الرسمي في دول العالم العربي، أولم تكن مصر والجزائر بقادرتين على احتواء الموقف ومنع التجاوزات ؟ أم أن الأمر لا يستلزم ذلك إلا إذا خرجت الشعوب تنديداً بحصار غزة ومحاولة مد يد العون إليه أو التظاهر للضغط على الحكام لاتخاذ موقف قوي موحد تجاه محاولات هدم المسجد الأقصى؟ فساعتها تخرج قطعان الأمن المركزي وفرق الكاراتيه بالملابس المدنية وتظهر هراواتها للعيان ليختنق المتظاهرون بالغازات المسيلة للدموع وتنتهك أعراض النساء في الشوارع .. لا لشيء إلا لأن الشعب خرج عن المسار المخطط له .. فأنت ما عليك الا ان تعمل وتأكل وتشرب -إن توافرا لك أولاً وبشكل صحي ثانياً- وتنجب وتحفظ بعض الكلمات تحشوها حشوا في رأسك لتصبها في ورقة الامتحان وتحصل على شهادة يفترض أنها علمية لا قيمة لها ولا تعترف بها أي دولة في العالم ولا تساوي أكثر من وضع اجتماعي حين تتقدم للزواج !!
لا أستطيع ألا أتخيل شكل سياسيينا العتاة - بأعوامهم التي تخطت السبعين وهم لا زالوا في مناصبهم - إلا وهم يضحكون ملء الأشداق على تفاهة شعوبهم ومحدودية طموحاتهم ومدى ما يمكن أن يشغل بالهم من أحداث وأمور حيث تحركهم مباراة كرة قدم سيفوز فيها الفائز والمهزوم من الفريقين بعدة ملايين من الجنيهات إضافة إلى هدايا رجال النفط العربي وبعض السيارات والشقق والفيلات في مارينا وما حولها .. ولا ينالنا منها الا ارتفاع ضغط الدم والمشاحنات والمعارك

نعم من حق هؤلاء أن يستمروا في مناصبهم وأن يضلوا فيها إلى الأبد طالما أننا لم نلتفت إلى ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية الأساسية 20% قبل دخول عيد الأضحى المبارك ووصول كيلو اللحم الى 50 جنيها .. بل إن المواطن سيذهب لشراء اللحم بهذا السعر وهو في غاية السعادة ويبتسم للجزار (الجزار صفة وعملاً) .. فالمهم أن مصر فازت على الجزائر واقتربت من كأس العالم يا جماعة .. أي شرف وأي فخر يداني هذا الأمر !!
فلا مجال هنا للحديث عن سياسات يتم وضعها (من أجلك أنت) ولا توريث ولا حوادث قطارات ولا مزروعات أكلناها مخلوطة بالمخلفات البشرية ولا انتخابات سيتم تزويرها مجدداً ومجدداً ومجدداً ولا لجبال انهارت على رؤوس أصحابها ولم يفكر السيد النائب عن هذه المنطقة في زيارتهم أو مد يد العون فيما هو مشغول براتبه الذي يصل إلى مليون و 200 الف جنيه نتيجة خبراته الجبارة في قيادة إحدى شركات البترول .. فكل ههذ أمور هامشية نتكلم فيها (إن خطرت على بالنا من الأصل) فيما بعد .. المهم هو مباراة مصر والجزائر وأن نصل إلى كأس العالم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
هل تعلم عزيزي القارئ أن إسرائيل قامت مؤخراً بطباعة دليل سياحي عليه بعض المناطق المصرية في سيناء كأحد المزارات السياحية الإسرائيلية؟
هل تعلم أن هناك عشرات المرشدين السياحيين الأجانب يعملون في مصر بعلم وزارة السياحة ويؤكدون للسياح أن اليهود هم بناة الأهرام وأن مصر انهزمت في حرب 1973 والتي لم تكن إلا تمثيلية تمت بين القوى العظمى واشتركت مصر وإسرائيل في تنفيذ السيناريو والذي كان لابد من وجود خسائر محسوبة لتنفيذه؟
هل تعلم أن ميزانية البحث العلمي في مصر 2 في الألف أي حوالي ثلاثة ملايين دولار سنويا -وربما كان أقل في دولة لا يمكنك أن تتأكد فيها من رقم تعلنه الحكومة!- في حين أن إسرائيل تنفق ما يقارب مائتي مليون دولار سنويا على الغرض ذاته؟
هل تعلم أن العالم العربي بأكلمه ينتج أوراقاً وأبحاثاً علمية لا تكاد تصل إلى عشر ما تنتجه إسرائيل وحدها في عام ؟
هل تعلم أن تصنيف أفضل 500 جامعة على مستوى العالم يخلو من أي جامعة عربية وأن إسرائيل لها أكثر من جامعة في التصنيف؟
أنا لا أقلل من أهمية المباراة ولا اتهم أحداً بشيء .. ولكن أحزنني أن تتدنى طموحاتنا وتتضاءل أحلامنا هنا وهناك حتى تنحصر في مباراة كرة قدم .. والأسوأ أن تؤثر النتيجة على أداءنا في العمل أو الدراسة أو حتى على علاقاتنا الأسرية والاجتماعية فيزيد عبوس المصريين أكثر مما هو عليه وتزداد العصبية ويكثر سماع الشتائم والالفاظ القبيحة ..
فهل هذا يعقل يا أصحاب العقول؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © الوسط الجزائري

close

أكتب كلمة البحث...